نهضت مستعجلة وارتدت سترتها المعلقة على مسند الكرسي وتبادلت نظرة متسائلة مع سلوى قبل أن تتوجه الى مكتبه .
استقبلها واقفا ، للوهلة الأولى أدركت أنه هيأ لهذا الاستقبال إذ استنشقت رائحة عطر فواحة في أرجاء المكتب ، كان واضحا أن المدير ألقى نظرة مطولة على وجهه في المرآة وأعاد تصفيف شعره وتبث ربطة عنقه بطريقة محكمة وسط قميصه ،صافحها بحفاوة مبالغ فيها وكأن بينهما علاقة سابقة
ـ أهلا مدام سميرة ..تفضلي
قام هو بإغلاق باب المكتب ، جلست سميرة بتحفظ واضعة نصف مؤخرتها فقط على حافة المقعد ، فكسوتها القصيرة ستكشف عن نصف فخذيها ان هي استرخت ، عوض أن يذهب الى كرسيه تعمد الجلوس قبالتها ونظر متمهلا الى ساقيها وصعد ببصره متباطئا الى أن تلاقت عيونهما ، ابتسم لها بسمة ودودة وسألها في خبث ظاهر
ـ سبق وأن التقينا من قبل
فاجأ ها السؤال وكأنه ألقى في وجهها بتهمة ، بادرت الى الرد
ـ لا، لم يسبق أبدا أن التقينا
دفع برأسه أمامها الى حد أنها استنشقت أنفاسه المعطرة الى درجة الغثيان ،قال مكذبا كلامها في إصرار