يسعى هذا الكتاب إلى استكمال مشروع نقدي يروم مساءلة القصة العربية، في المغرب والمشرق، من خلال نماذج مختارة للتمثيل لا الحصر، والنظر في مدى إبداعية المبدع في طرق موضوعه وتميز أسلوبه. مشروع يعْتبر السفرَ في عوالم القصة القصيرة توغلا في غابتها اللامرئية.
ولأن الراهن القصصي العربي، مغربا ومشرقا، هو ثمرة تحولات فنية مركبة فقد تعمدنا الإنصات لتجارب قصصية تختلف أنساقها الثقافية ورؤاها الفنية، بل وتنتمي لجغرافيات متنوعة، ما دام المجرى القصصي يوحد بينهما.
لقد حاولنا في هذا المنجز النقدي، توحيد ما بين الضفتين، المغربية والمشرقية، في قراءة تحليلية تستدعي تجاربَ لا أسماء. قراءة تبحث في ماء الكتابة وفي هوية النص السردي القصير. وقد ألمحنا إلى تلك الخصوصية المتمثلة في الذائقة الجديدة، التي حاول المبدع/القاص تمريرها على مستوى الكتابة، واستدعت من الناقد تجديد معارفه وتحيين عدته القرائية، كي يجتاز الغابة المرئية إلى غابة القصة اللامرئية.