.........كان هاجسنا .....انتخاب بعض الأطروحات والمطارحات الفلسفية والفكرية التي راهنت على اعادة ترتيب العلاقة الرهيبة بين الماضي والحاضر أو بين التـراث والحداثة. فانظر كيف أن قراءة الفارابي من قبل المغربين الحبابي والجابري يكاد يكون بأدوات منهجية حديثة ذاتها، بيد أن التطلع الأيديولوجي لهما تمكن من تجريح رؤية وطريق مختلف!
والحقُ،أن أمر الايدولوجيا لم يكن غائباً في قراءة طه عبد الرحمن للحداثة من اجل التراث.إذ تمكن بقوة منطقية ومعرفية من صياغة تمييز نظري وفكري وتاريخي ما بين الحداثة وروح الحداثة.وهو الأمر الذي يشي بالجدل بين الهوية والكونية، بين القدامة والمعاصرة.الم نسجل مع نصر حامد ابو زيد الانتقاء في قراءة التراث الاسلامي العربي،.......ليعود الإشتكال الرئيس: ما الفهم؟ وكيف نقرأ النص التراثي؟ وأين يوجد المعنى؟
....فانظر كيف أن العلمانية أو العقلانية إنما ترتد إلى خلفية القارئ ومرجعياته،بل والأكثر من ذلك ترتد إلى الهاجس المعرفي والإيديولوجي على حد سواء. كلُ ذلك من شأنه ان يجعلنا في مآزق حقيقية أي حدود المنهجيات(الفيلولوجيا وعلوم اللغة ومباحث المنطق...)وما بين التوظيف الإيديولوجي!
ويتحصل من جميع ما تقدم، أن النظر في أطروحات الفكر العربي المعاصر يستلزم التعامل معها من حيث هي رؤى وتصورات تحمل في ذاتها الهواجس الإيديولوجية وسياقاتها الثقافية والسياسية والاجتماعية والاشتغال النظري والفلسفي،... بتاريخ الأفكار والمذاهب والتيارات.وهذا الأمر يدفعنا الى قراءة منتوج الفكر العربي قراءة ناضجة مثمرة. وهذا هو فعل الفلسفة كفعل متعدد الدلالات والأسماء التي تعمل على نشوء مدارس ومذاهب وتيارات.