يعتقد كثير من الباحثين بأن البيبليوغرافيا والفهرسة، ليست إلا كتابة تقنية، لا تتجاوز معنى الرصد والتوثيق، ومن هنا فقد لا يكون من فائدة رمزية وراءها، أو أنها ذلك التأليف السهل المُؤلِّف لمُؤَلَّفَات وإصدارات عنوانه التجميع والتسجيل والإثبات والتأريخ…
إلا أني أعتبرها أكثر من ذلك حيث يمكن وسمها بأنها كتابة، وعندما أقول كتابة فهي تتسم بالتعدد والاختلاف سواء في بنائها أو ترتيبها الداخلي والمنطق المتحكم في هذا الترتيب؛ أو في نوعها، هل هي مقتصرة على التسجيل أم أنها تتجاوز ذلك إلى المتابعة عبر قراءة داخلية للإصدار أو المؤَلَّف الذي تسجله وتوثقه. ومن هنا فإن هذه الكتابة تتميز ببعدين :
§ بُعْــدٌ مظهر : وهو ما أشرنا إليه من عمليات التوثيق والتي تأخذ من صاحبها جهدا عميقا في الرصد، والاطلاع والبحث تبعا للموضوع الذي يريد الباحث مناولته.
§ بُعْــدٌ مضمر : ويتجلى في معمارية هذه الكتابة ومنهجيتها من حيث الترتيب، هل سنة النشر – مثلا- سابقة على عنوان الإصدار ودار النشر ومكانه وقَطْعِهِ وعدد صفحاته أو بالعكس على أن سنة النشر هي الأخيرة ؟
.... مهما يحصل من نقاش في هذه الزاوية أو تلك، فهو إخصاب للمشهد البيبليوغرافي ببلادنا الذي ينضاف إليه اسم الباحثة د. لطيفة الحبي....
د. احمد شراك