
وإذا كان عالم ما بعد كورونا لن يشبه مطلقاً عالم ما قبلها، فإن ذلك يدعوني إلى طرح السؤال: هل ما زالت كل المقالات التي يضمها هذا الكتاب، والتي كتبت بعضها في زمن ما قبل كورونا، وفي مناسبات مختلفة، وتواريخ متباعدة، زمنياً وليس سياسياً، وتناولت فيها مواضيع محلية ووطنية وجهوية وعالمية و أثرها على حاضر البلد ومستقبله صالحة لفهم ما جرى، وما سيجري في المدى القريب و المتوسط؟
الجواب وبدون تردد، هو: نعم، وذلك لأن جل الأوراش التي بدأتها البلد، و التي تناولت بعضها في هذا الكتاب، كانت مسجلة في مستقبل شبيه بزمن ما بعد كورونا.
ألا يشبه زمن ما بعد " الربيع العربي" زمن ما بعد الكورونا؟
إذن، فمقالات هذا الكتاب هي بحث عن ”شمال“ الأمل في محاولة لتجميع الإرادات التي تعرف كيف تكتب بمداد الصبر و تعرف كيف تصقل موهبتها في صناعة الأمل، و تساهم في بناء مغرب ما بعد كورونا.