
"فرحتي البكر"، قصيدة بأجنحة فراشة، وعنوان للديوان البكر للشاعرة الفلسطينية نفين طينة، وهي قبس من تلك المعاني المتراقصة في "وادي عبقر" التي تشتهيها روح الشعر، فيصطادها الشاعر بأناقته وحسه الفني المرهف.
……..
ولما كنتُ أصرخ كنتَ تأتي إليَّ على جناح من حنان
تُدثّرني وتمسح دمع روحي وتهمس لي فأنسى ما اعتراني
وتفْرش قبلة فوق انفعالي فأغفو في ربيع من أمان
هذه الأسوار الشعرية تقول لنا إن الإنسان يعيد نفسه في زمن دوري؛ يظل طفلا في حبه وأحاسيسه وفي عشقه ونفوره. فمن ذا يُكذّب أن التاريخ العاطفي للإنسان يعيد نفسه، والحال أن الإنسان هو من "يؤلف" التاريخ بالعمارة والهدم، والحبر والحرب والدم... ومع ذلك يحلم بالانفلات من ثقل هذا الزمن ليهرب من شَرك تعاقبه وتعقبه، بالمجاز والحقيقة، لينسج لروحه خيوط أحلام الخلود؛ ولو بالرجاء والأمنيات وهمس القلب:
وليس لهمس قلبي من رجاء سوى حبّ يفر من الزمان
د. محمد حجو